من الطعام إلى الفيديو.. "التويجري" محلقًا في التاريخ: هكذا يلامس "الفضاء" حياتنا

أكد مستشار الهيئة السعودية للفضاء الدكتور هيثم التويجري، أن تأثير الفضاء يصل لجميع نواحي حياتنا اليومية من الطعام الذي نأكله إلى البرامج التلفزيونية ومقاطع الفيديو التي تبث من كل أنحاء العالم والكم الهائل من البيانات التي تبث عبر التطبيقات الفضائية.

وفي أول حلقة من سلسلة حلقات سوف تنشرها “سبق” كل خميس عن “الفضاء والبشرية”، استعرض “التويجري” أبرز الصناعات الفضائية التي تؤثر على حياتنا اليومية.

ويقول: “يلامس الفضاء حياتنا اليومية في مجالات عديدة.. في سابق الزمن نظر الإنسان إلى السماء وتأمل الفلك ليستخدمه في حساب الوقت وتطوير التقاويم والاستدلال في السفر، وعبر العصور استطاع الإنسان الوصول إلى الفضاء، فكان أول وصول إلى الفضاء عام 1942م عندما أطلقت ألمانيا صاروخ V- 2 العسكري ووصل إلى ارتفاع 100 كلم أو ما يعرف خط كارمن (ببداية الفضاء الخارجي).

وأضاف: “ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية سباق الفضاء بدأت تتجلى فوائد صناعة الفضاء للبشرية، فأول قمر صناعي من صنع الإنسان Sputnik-1 أطلق عام 1957م لدراسة طبقة الأيونوسفير Ionoshpere العليا؛ وبذلك بدأ الإنسان يفهم كوكبه بصورة أفضل”.

ويتابع: “في واقع الأمر يصل تأثير الفضاء لجميع نواحي حياتنا اليومية من الطعام الذي نأكله إلى البرامج التلفزيونية ومقاطع الفيديو التي تبث من كل أنحاء العالم والكم الهائل من البيانات التي تبث عبر التطبيقات الفضائية؛ بذلك دعونا نستعرض أبرز الصناعات الفضائية التي تؤثر على حياتنا اليومية.

 

• الاتصالات الفضائية:

وأردف “التويجري”: في أواخر عام 1945م كتب المؤلف الشهير Arthur C. Clarke؛ حيث كان آنذاك ضابط إلكترونيات تابعًا لسلاح الجو الملكي البريطاني مقال في مجلة Wireless World، وصف عالمًا يدور حوله أقمار من صنع الإنسان على مدار الـ24 ساعة تقوم ببث الإشارات التلفزيونية والإذاعية إلى العالم بكامله، ومع تكراره لهذا الأمر في رواياته؛ إلا أنه لم يلمس قبولًا للفكرة، فكان أول من استطاع تطبيق وتحويل الفكرة إلى أرض الواقع هو مهندس لدى شركة AT&T يدعى John R. Pierce عام 1954م؛ الأمر الذي أدى به إلى تطوير منظومة لنقل المكالمات عبر المحيط باستخدام مكرر (Repeater) على شكل بالون طار فوق المحيط وهو في الواقع يمثل دور القمر الصناعي بدل استخدام الكابلات الهاتفية الموضوعة تحت الماء.

وبيّن: كان أول قمر صناعي للاتصالات هو في الواقع بالون يسمى Echo 1 تم إطلاقه في عام 1960 ونفخه في مدار على ارتفاع 1600 كم فوق الأرض، وتم إطلاقEcho 2 عام 1964، واستمر حتى عام 1968، أما أول قمر صناعي من شأنه أن يكون قمر اتصالات فعليًّا وفقًا للمعايير الحديثة؛ فتم إطلاقه في 1962، واسمه Telstar. وبذلك حدث التواصل الفوري بين الولايات المتحدة وأوروبا. عمل القمر Telstar لمدة عام تقريبًا، ومع أن عمره قصير؛ إلا أنه أثبت إمكانية الاتصال بأماكن تبعد مسافات طويلة عبر الأقمار الصناعية.

 

القمر الصناعي للاتصالات Echo 2 قبل إطلاقه

وأوضح: يمكننا الآن استخدام أقمار اتصالات صناعية أكثر تطورًا للتواصل مع سكان المناطق النائية باستخدام الهواتف المحمولة عبر الأقمار الصناعية؛ فما يميز الاتصالات عبر الأقمار الصناعية أنها تستطيع الوصول إلى جميع المناطق بما فيها النائية ولا تعتمد على الاتصال من نقطة إلى نقطة كما هو الحال في استخدام الكابلات أو ما شابه، كما أن لها القدرة على توفير خدمة الإنترنت على رحلات شركات الطيران، وتوفيره للمناطق غير المغطاة بأبراج الاتصال والشبكات عبر الوصول إلى الإنترنت بطرق أخرى، وتؤمن الاتصال المستمر، فهي بذلك شبكة الاتصال للعالم منذ عام 1962، وتوسع عدد الأقمار الصناعية للاتصالات إلى حوالى 2000 قمر صناعي قادر على توفير اتصال مستمر للجميع حول مناطق العالم المختلفة.